لم يتمكن من السيطرة على غضبه
ولم يستطع أن يبدو لا مبالياً
ولم يبدِ مرونة في التعامل مع مثل هذا الموقف.
صار بصره غائباً لوهلة
وتوقف عقله عن ترتيب حساباته التي كان يؤديها بسرعة ومرونة
كانت تقف أمامه وكأنها لا تعرفه
تنظر إليه ببرود أصابه بالهلع لأول مرة في حياته
خصوصاً أنه لم يكن في حسبانه بأنه سيأتي ذلك اليوم الذي تنظر إليه وهي متجرّدة عنه..
لم يستوعب أنها جاءت تتحداه دون أن تصرخ بوجهه
ولم يكن يعلم أنها ستشهر كلّ أسلحتها التي جذبته بها يوماً لتستخدمها هذه المرة لتدميره
لم يتخيل بأن تلك العينين تعرفان الكذب والخداع
حاول أن يلملم نفسه
لم يكن يدري من أين يبدأ
ولا إلى أين سينتهي
بعد أن كانت عيناها ملاذه الذي يأوي إليه كلما شعر بالبرد
فكّر ملياً وهو يراقب تفاصيلها
ولم يستوعب أنها امرأة.. كائن يراوغ كباقي النساء ...
تأمّلها مجدّداً ليجد الجواب: ابتسامة ساخرة
بدت على شفتيها فأجابت بها عن كل التساؤلات
وصمتَ طويلاً عند هذا الجواب
بل صمتَ أبداً.