بعيدةٌ عني...
شهرٌ طويل
قبل أن تأزفَ ساعةُ اللقاء...
أصابعها الحليبيّةُ
تنسجُ حولي شبكةً لا مرئيّةً
من بقايا الحواس
ظلُّ عينيها
يهيمنُ على وحدتي
يحميني من التلاشي …
تخترقُ نظراتُها
الفراغَ المجلجلَ حولي
فلا أدورُ في فراغٍ مطلق…
العبقُ المتناثرُ حولها
يجعلني أنتشي فأتشبث…
استطالاتُ روحِها تمتُّ نحوي
تملأُ الفضاءَ المتّسعَ بغيابها…
أُبحرُ عنها بعيداً
كي لا تنشقَ روحي
تحتَ وطأةِ الانتظارِ
وكي لا أتهالكَ كلَّ يومٍ
حينَ تُدوّي غربةُ المساء …