لم أكن أعرف أنّ الغيوم تلدُ من الغرب.
رأيت ولادة الغيوم الرمادية والبيضاء
تلد، تتكاثر، تندثر، تسافر وتغيب.
بدأ الهواء الخريفي يهبّ من ناحيةٍ ما من هذا العالم
بعض العصافير تغني. هل هي فرحة؟ هل هي حزينة؟
تتكاثر الغيوم من جديد،
أراها من خلف الكنيسة الغربية
حارسة البحار.
تنقل بشار الخير، والمطر..
هل أشبع منكِ يا مدينتي الساحلية الجميلة؟
سأترككِ، وأسافر اليوم نحو الشمال الحزين.
سأسافر، وأترككِ
عيشي حياتك بهدوءٍ وسلام
أسافر مع غيومكِ نحو الشمال.
أيتها الغيوم الرمادية
لوّنتكِ أشعة الشروق بألوان الورود.
تطيرُ العصافيرُ، تغني، تهلل لولادتك أيتها الغيوم.
أرى بين ذراعيكٍ بحيرةً زرقاء صافية
هل هي حلمٌ، رسمٌ، هل هي حقيقة؟
لماذا خلقتني يا إلهي، ألوّحُ للبحر
وأسافر نحو الشمال.
سأعودُ إليكِ يا مدينتي الساحلية الجميلة
فأنا لا أعرف كيف أعيش بدون البحر والسماء، الغيوم والنجوم.
لكنّ جذوري هناك تشدّني إليها نحو الشمال الحزين.
سألوّن ممكلتي البيضاء بألوان غروبكِ وشروقك
ببحركِ، أشجاركِ، صخورك
بعيون الحالمين وحسرةِ العاشقين
بالصخر الفضّي، والصدف الملوّن.
سأسافر اليوم ومعي عالمُكِ الساحر
ستكونين معي.. أحمِلُكِ في نبضاتِ قلبي
أقصّ حكياتكِ
لأهل الشمال الحزين.
عيشي حياتكِ بسلام، يا مدينتي الساحلية الجميلة.
أنا مسافرة، لن أنساكِ
سألوّح لكِ من بعيد