تجولت في مزارع أشعاري
تصحّرت حقول حروفي.. وجفّت
تجوّلت في شوارع وطني
تبدّلت ملامحي..
لم أعد أرى وجهي.. ووجهي لم يعد يراني
غريبٌة أنا في وطني.. ووطني غريب عني
لم أعد أعرفه.. ولم يعد يعرفني
لم أعد أرتشف السلام مع قهوة صباحه
لم تعد فيروز تغنّي برفقة فنجانه
لم تعد أصوات الصبية تشارك قيلولته
لم تعد الهمسات تساهر لياليه
أصبح الموت صديق أيامه
أُسّدلت الستائر على كلّ نوافذه
تناسينا حكايا الأمسيات
تناسينا أقوال الأجداد
بيتي هو وطني.. ووطني هو بيتي
غريبُ الدار يعرفه وطني
وأنا في غربة الوطن
شرفات المقاهي يملؤها الضجر
كسحب سوداء اغتالت زرقة السماء
موتٌ.. ودمار
أصواتُ انفجار
شوارع خاوية
ظلال معتمة
خائفون..
بحثت عن مصابيح تضئ منعطفات شوارعه
بحثت عن ياسمينة تعطر كبخور أجوائه
بحثت عن طفولة حافية الأقدام.. ترسم بمجانيةٍ على جدرانه
تبدّلت ملامح حياته
تبدّلت لون سمائه
سماء وطني حزينة .. وانا في سمائه